Rated 5.00/5 based on 1 readers reviews
به مطلب امتیاز دهید :
( 0. امتیاز از 0 )

ناشر : مجمع جهانی تقریب مذاهب اسلامی
نویسنده : شوقي شالباف
گردآورنده : سیدهادی خسروشاهی
ثمة شخصیات كثیر لمعت فی سماء الفكر  والثقافة  حتى حظیت بتقدیر واحترام المعنیین بهذه الشؤون، وآخرون برعوا فی مجالات العلم والمعرفة، وایضاً حظوا باحترام الاوساط المعنیة، واكتسبوا شهرة طارت بهم الآفاق بسبب دعم خاص من جهة او ربّما نقل همّاً  ثقافیاً من هموم الأمة، كان یراه مشكلةً تقف عثرة امام مسیرة الفكر والحیاة...

المحتویات

عنوان المقالة                                              

المقدمة

1 - السید  جمال‌الدین الهمدانی الشهیر بالافغانی العلامة آیة الله الشیخ آغابزرك الطهرانی

2 - جمال‌الدین الأفغانیالعلامة آیة الله السیّد محسن الأمین  

3- أستاذی جمال‌ الدینالعلامة الشیخ محمد عبده - مفتی الدیار المصریة    

4- جمال الدین أول داعٍ إلى الحریة وأول شهید فی سبیل الحریةالأستاذ الشیخ مصطفى عبدالرزاق ـ القاهرة

5- آیة الحق وحكیم الشرقالأمیر شكیب ارسلان

6- جمال‌الدین الأفغانی

7-جمال‌الدین الأفغانیالاستاذ حسن الأمین - بیروت

8-السید جمال‌الدین الأفغانی دعوته وعصرهالدكتور محمد ضیاءالدین الریس أستاذ التاریخ الإسلامی بكلیة دار العلوم بجامعة القاهرة 

9 -العروة الوثقى والثورة التحریریة الكبرىالأستاذ طه عبدالباقی سرور      

10-لقاء بین مفكّرینالدكتور محمد عبدالمنعم الخفاجی - جامعة الازهر      

11-دور جمال‌الدین الأفغانی فی یقظة الشرق ونهضة المسلمینالأستاذ الشیخ المهدی البوعبدلی عضوالمجلس الاسلامی الاعلى الجزائر

12-جمال الدین الافغانی:الإصلاح الدینیوالنضال السیاسیالأستاذ مهدی هاشم – باریس  

13- اَلمْنَْهَجُ الوَحْدَوِیُّ لدى السیّد جمال‌الدین  والشیخ محمد عبدهالأستاذ شاكرالفردان ـ البحرین

14 -الجزائر فی كتابات محمد عبده فرنسا اتخذت من التبشیر وسیلة للسیطرة على البلاد الاسلامیةالدكتور محمد برج - أستاذ فی جامعة الجزائر 

15 -جمال الدین الأفغانی  والتجدید الإسلامی الدكتور عثمان أمین أستاذ الفلسفة بجامعة القاهرة

16 -العصبیة فی فكر  جمال الدین الأفغانیالأستاذ عبد الإله بلقزیز - المغرب       

17 -جمال‌الدین الأفغانی دراسة فی مرتكزاته الاصلاحیةالاستاذ جعفر عبدالرزاق  

18 -منهج  التحریض السیاسی عند الافغانیالاستاذ یوسف هادی    

19-السید و السلطان ــ 1 ــالاستاذ، العلامة سید هانی فحص - بیروت     

20 -مع السلطان عبدالحمید الثانی الأفكار والمقدمات والظروف والنتائج ــ 2 ــالاستاذ، العلامة سید هانی فحص - بیروت 

21 -جمال الدین الحسینی حیاته ونضالهالاستاذ العلامة: سید هادی خسروشاهی - ایران ، قم

22 -جمال الدین و التحدیاتالأستاذ العلامة: سید هادی خسروشاهی      

المقدمة:

ثمة شخصیات كثیر لمعت فی سماء الفكر  والثقافة  حتى حظیت بتقدیر واحترام المعنیین بهذه الشؤون، وآخرون برعوا فی مجالات العلم والمعرفة، وایضاً حظوا باحترام الاوساط المعنیة، واكتسبوا شهرة طارت بهم الآفاق بسبب دعم خاص من جهة او ربّما نقل همّاً  ثقافیاً من هموم الأمة، كان یراه مشكلةً تقف عثرة امام مسیرة الفكر والحیاة، ولم یتعب نفسه و لو مرة للوقوف  على هذه المشكلة ومعالجتها میدانیاً، اذ یكفیه النظر الى العالم من خلال "ثقب" صغیر (التلفزیون) وما تتناقله وسائل الاعلام.

لكن ثمة رجال آخرون -  قلیلون - یقفون فی الجانب المقابل، برعوا ایضا فی مضمار الفكر والثقافة، وتلألأوا فی سمائهما، لكنهم لم یكتفوا بالوقوف والنظر من الشبابیك، بل راحوا یخوضون میادین الجهاد والكفاح المریر باللسان والقلم، ویهاجرون من بلد إلى آخر بحثاً عن الحقیقة، وكشفاً  عن المظلومیة، ودعوةً إلى الوحدة والالتحام، فلم یكترثوا للموانع التی وضعها المعتدون الأجانب  بین المسلمین؛ كالقومیة والطائفیة والقطریة والجنسیة و... اضحوا نسوراً محلقة تطوف البلدان والحواضر، وطموحاتها تكاد تجتاز البحار والجبال... فعاشوا یحملون هموم المسلمین كافة: عرباً أو فرساً أو تركاً أو كرداً أو... وماتوا كأبطال الأساطیر بعد ان اثقلتهم الاحزان والالام.

فلیس من المبالغة اذا قلنا:  إنّ هؤلاء  لم یكتفوا أن كسروا نظریة (التقوقع) القومی أو الطائفی أو المذهبی فحسب، بل راحوا یأسّسون نظریة (الانفتاح على الاخرین) ویطرحون افكاراً شجاعة وجادّة فی هذا الاتجاه.

لقد قدّم هذا الطیف من المفكرین من العطاء والكفاح ما عجز غیرهم عن تقدیمه ولو بالقلم، فحازوا باعجاب ودهشة الجماهیر والمتطلعین من المصلحین، ونالوا اهتماماً بالغاً على مستوى النخب والجماهیر معاً. أما الاعجاب فلأنهم قاموا ما لم یستطع غیرهم من ابناء جلدتهم ان یقوم به، ونهضوا ما عجز سواهم عن الخوض فیه، فصاروا قدوةً واسوةً  للمجاهدین والقاعدین على السواء!

وأما الدهشة فلأنّهم نفروا وانطلقوا رغم سوء الظروف، ورداءة  الامكانات، وقلّت العدد والناصر، وضعف الحیلة!

وأمّا الاهتمام البالغ  فلأنهم جعلوا انفسهم مناراً للكفاح والمقاومة، ورموزاً للحق  والعدل، وشواخص  للوحدة والتقریب  بین أبناء القرآن.

الیس هذا مثیراً للاعجاب  وللدهشة والاحترام البالغ معاً؟

ومن بین هذه الثلة النادرة یبرز اسمٌ طالما أثار اعجاب  محبّیه وقلق اعدائه، وهو السید جمال الدین الحسینی الأسد آبادی، المعروف بالافغانی، الذی یدین له كل الاسلامیین والمفكرین الواعین، من المحیط وحتى الشرق الاقصى لما حققه على الصعیدین: الفكری والحركی الواعی، وما ضخّ  فی الامة من افكار مازالت بصماتها على كل صفحة مشرقة من تاریخنا الاسلامی المعاصر.

فقد  عرف السید منذ ولادته (حوالی سنة 1838م) فی بلدة أسد آباد بایران، ومنذ نعومة اظفاره بالحركة والنشاط  والطموح الكبیر، إذ ما أن اكمل دراسته الاولى حتى انتفض وطلب من أبیه ان یبعثه الى النجف الاشرف للدراسة  وتحصیل العلوم الدینیة فی حوزتها العلمیة، ولم  تمض خمسة سنوات حتى عاد ادراجه الى بلدته، لكنه لم یلبث ان شدّ  الرحال الى الهند لاكمال  دراسته، والوقوف عن كثب على حالة المسلمین هناك، ورغم الحاح والده بالاكتفاء بما تعلّمه فی النجف، الاّ أنّه أبى الاّ الرحیل ، تلبیةً لطوحه الكبیر الذی كان یدفعه الى الطیران فی الآفاق، فیجیب أباه قائلاً: انّنی كصقر محلّق.. فلایسعنی الحبس فی هذا القفص الصغیر!

وفی «كلكتا»  حیث قضى السید شطراً من حیاته فی تحصیل العلم واللغة،  لكنه لم یطل المقام بها حتى رحل الى "جدة" حاجّاً وهو لم یبلغ العشرین من عمره!  ومن بعد انصرافه توجّه إلى النجف وكربلاء لیقضی فترة فیهما، متنقلاً بینهما، غیر أنّه شدّ رحاله من جدید لیقفل راجعاً الى بلدته واحضان اهله، لكنه لم یستمر به الحال حتّى توجّه إلى طهران ثم خراسان،ومن بعد  قرّر الذهاب إلى افغانستان، فاستقر فی «كابل» وبدأ حیاته العامة هناك، فوجد المسلمین هناك بحاجة الى من یرشدهم ویهدیهم، كما أنّهم بحاجة ماسة الى من یعرفهم للعالم، ویكشف عن مظلومیتهم، فألّف  اول كتبه حول تاریخ هذا البلد  المسلم فأسماه «تتمة البیان فی تاریخ الافغان».

لقد كانت افغانستان ـ آنذاك ـ میداناً لدسائس الانجلیز، ومحل صراعات الامراء المختلفین، الذین شحنت صدورهم  البغضاء والكراهیة ـ التی  یذكی نارها الانجلیز ـ لاخوانهم وابناء وطنهم. لذا لیس  غریباً أن نلاحظ  السید فی صفحات كتابه المذكور یسخر من هذه الاوضاع، ویؤكد تحامله على المستعمر الانجلیزی الذی  لاهم له إلاّ زرع الفرقة والبغضاء فی قلوب المسلمین، على قاعدة «فرّق تسد»، وسخریته من حبّ الانجلیز للدسائس  والمؤامرات وكأنها هوایتهم المفضلة، كهوایتهم لحب  الكلاب  كما هو مشهور عنهم!

وحینما كان السید یتجول فی شوارع «كابل» وأزقّتها یصغی  بحزن الى سكانها المسلمین الذین لم ینعموا بالطمأنینة ولا بالامان فی وسط بلدهم، ممّا  كان یتسبب له الالم والحزن، ثم ما یلبث ان یستذكر  ما یخبره بعض الافغان من أنه لایمكن  التظاهر للمطالبة بحقوقنا المشروعة، ولا الحركة بحریة فی بلدنا ، ولو حملنا عصا عدّونا مسلحین!! إنه الاسلوب الاكثر قسوة فی العالم أن یؤسر المرء فی بلده،  ویمنع من التجول فی ربوعه وكأنّه اجنبی غریب!

لقد كشف الكتاب عن مظلومیة شعب مسلم، كسائر الشعوب المظلومیة، یرزح تحت نیر الاستعمار، وضرورة انقاذه من براثن  طغیان نمطی لایفهم لغة إلاّ لغة السلاح والقوة. ولاشك أنّ هذه الفترة التی قضاها السید فی هذا البلد  قد ركزت فیه روح الثورةعلى الواقع الفاسد، وعزّزت  فیه روح البحث عن العلاجات  اللازمة لانقاذ الأمة من هذه الفوضى، بل وتعمقت فیه لدرجة أن صارت جزءاً من حیاته.

وعلى إثر  احداث سیاسیة ألمت بالبلاد  اضطر السید الى مغادرتها  نحو الهند، ولما كان هذا البلد یرزح تحت نیر الاحتلال  الانجلیزی، وكانوا یحتفظون للسید بملف خاص مدرج فیه كل نشاطاته فی افغانستان، فقد واجه جملة ضغوطات وتهدیدات مما حدى به الى المهاجرة، وهذه المرة الى القاهرة، حیث كانت تموج  یومها بالاحداث  والزوابع  بین جهتین: احداهما ترید حقوقها المشروعة من الحریة  والعدل، والاخرى ویمثلها الجهاز الحاكم (الخدیوی) الذی طالما كان یحلم بالامبراطوریة والسلطة المطلقة!

وما أن وطأت قدما السید أرض الكنانة حتى التفّ حوله الناس، وخاصة طلاب الازهر وأساتذته، وبعض رجال الدولة، لكنه لم یلبث إلاّ قلیلاً حتى شد رحاله الى الاستانة(تركیا) هذه المرة!

فقد استقبل السید استقبالاً حاراً، ولم یمكث حتّى عین عضواً فی المجلس الاعلى للمعارف، فبدأ عند  ذاك نشاطه الواسع على المستویین: الثقافی والسیاسی، فكان یركز فی ندواته التی یعقدها هنا وهناك  على تحریر الاسلام من التواكل، والذهنیة المسلمة من الخرافة، وكان یدعو إلى العقلانیة فی الحكم والتطبیق.

ولم یمض السید طویلاً حتى واجه هجوماً عنیفا من بعض المتنفذین فی الدولة العثمانیة، حتى اضطر السلطان الى الطلب منه الرحیل مؤقتاً ریثما یهدأ الضجیج المثار، فغادرها السید نحو القاهرة سنة 1871، فاستقر به المقام فیها. وبدأ بالقاء محاضراته ودروسه فیها، فی مجال الفلسفة والفكر والعرفان، على ثلة عریضة من طلبة علوم الازهر.

لقد أمضى السید فی  مصر اخصب سنوات حیاته، واكثرها نتاجاً وعطاءً وأثراً، فاستطاع أن یحقّق  ما كان یطمح إلیه. فبدأ  العمل على إصدار  صحیفة (مصر) ثم (التجارة)  و(امرأة الشرق)، ولما وجد  الانجلیز أن مصالحه فی مصر مهددّة بما یحمله السید تحت عباءته! ضغطوا على الخدیوی لیقتاده مكبّلاً بالحدید لیلاً، ویهجّره  قسراً مع اول شعاع الفجر من صیف عام 1879 م الى «بومبای» بحراً. لكنّه لم یقطع علاقته بمصر من خلال تلامذته واصدقائه، فكان یأمل  فی الحركة العرابیة لتعید  الامور الى نصابها الطبیعی، لكنه اصطدم بفشلها، فلم یكن بدّاً إلاّ التحرك لإعداد كوادر تمتلك  المؤهلات لقیادة الأمة، فبدأ بمشروعه الكبیر فی تأسیس جمعیة اسلامیة سریة  اسماها (العروة الوثقى) ضمّ فیها الكثیر من القادة والرجال المخلصین.

ثم ارتحل السید الى «باریس» وبدأ نشاطه الفكری والتثقیفی هناك، والبدء بمشروعه الكبیر، فالتحق به هناك عدة من طلابه واصدقائه، ومن ابرزهم الشیخ محمد عبده الذی كان منفیاً  ـ آنذاك ـ الى بیروت. وفی غرفة  صغیرة فی احدى عمارات شارع «مارتل» أصدر السید بالتعاون مع تلمیذه عبده  الأعداد الاولى من الجریدة (العروة الوثقى) التی تركت بصماتها  واضحة على كلّ ذلك الجیل.

لقد كان السید على قناعة تامة بان اختلاف الاخوة لایمكن ان یكبر شقّه اذا كانت هنالك  نخبة مثقفة وواعیة فی البین، تعمل على ردم كلّ هوة قد تحصل،  وتشدّ من «العروة» لتجعلها اكثر وثاقة.

إنّ أروع ما یستوقف الباحث فی شخصیة السید جمال الدین شیئان:

1 ـ أدب المقاومة، اذ فرض على نفسه سلوكاً خاصاً  من شأنه  تعزیز مكانةالدین فی العملیة السیاسیة والحركیة. فقد وضع الاسلام على محكّین للبرهنة على قوته واثره:

المحك الأول: تاریخی، فهو یؤكدّ على أن ظهور الاسلام أدّى الى اقتلاع كل جذور الشرك والكفر والعدوان، وحرر الناس من براثن الاباطرة والمستكبرین.

والمحك الثانی: معاصر، فالاسلام  مازال یمتلك كل  مقومات الانتصار، وبوسعه الانتشار سریعاً  ـ كما كان سابقاً ـ عبر الاقالیم والبلدان الشاسعة، وتحریر المسلمین من سجون المستكبرین.

2 ـ ادب التقریب بین المسلمین،  اذ لم یخطو خطوة واحدة إلاّ فی هذا الاتجاه، بعیداً عن كل أشكال  التفرقة العنصریة او الطائفیة أو القومیة او... بل یركز الحث على توطید العلاقات مع كل قطاعات المسلمین، فلاجرم أن یعد السید احد رواد التقریب.

إنّ الفكر  الذی كان یحمله السید لا ینطلق من كونه إیرانیاً أو افغانیاً أو مصریاً.. بقدر ما ینطلق من كونه اسلامیاً قرآنیاً محمدیاً، یؤمن بكتاب الله وبرسوله الاكرم (ص) واهل بیته الطاهرین وصحبه المنتجبین،  ویدعو الى  الانسجام والوحدة فی موارد الأزمات والمحن، ونصرة المسلمین فی كل مكان من البقاع المعمورة، سواء فی الهند أو باكستان أو أفغانستان أو مصر أو السودان أو العراق أو... من دون فرق فی ذلك، إذا التكلیف واحد، والموضوع واحد، فالحكم نفسه.

فدعواته كانت تتلخص برفض الظلم، ومكافحة الاستبداد، وطرد  الاستعمار الانجلیزی والفرنسی من بلاد الاسلام، ودعوة المسلمین جمیعاً إلى الوحدة والتقریب بین المذاهب،  واستنهاض الشعوب المسلمة للكفاح والمقاومة، وحثّ المسلمین على التعلم والتثقف والنهضة الحضاریة، كما كان علیه اجدادهم الماضون.

ومن هنا فالسید الحسینی ـ رغم ولادته بایران ـ لم یدّع بایرانیته، ولم یذكر أنّه كان أفغانیاً ولا مصریاً ولا عراقیاً... بقدر ما كان یفتخر من كونه مسلماًمجاهداً أسدآبادیاً وكابولیاً واسلامبولیاً... كما جاء فی تواقیعه المتعددة؛  لأنّه  لم یكن یعتقد بفكرة «التقوقع» والقومیة والمذهبیةالتی غرسها الاستعمار فی ذهنیة وعقول المسلمین، بل كان یؤمن بالاسلام المحمدی، فهو مصریاً تارة وسودانیاً اخرى،  حیث واجه الاحتلال البریطانی لمصر والسودان فی  الخندق الاول، كما فی مقالاته فی العروة الوثقى، كما كان شیعیاً وسنّیاً، وحسینیاً كربلائیاً ایضاً، حیث رفع رایة الرفض بوجه المعتدین الاجانب بید، وعلم الحریة والاستقلال التام بیده الاخرى.

ومن أجل ذلك فحقّه أن یخلد فی ضمائر الجماهیر المسلمة فی طول العالم الاسلامی وعرضه، وقلب كل مصلح ومجاهد مصری أو عراقی أو ایرانی أو افغانی أو هندی أو باكستانی أو تركی... بل و فی كلّ خلیة  تنبض بالحیاة، وترفض التبعیة والاستعمار بكلّ أشكاله وألوانه.

ونظراً الى الشخصیة الاستثنائیة التی كان یمتلكها هذا الرجل العظیم، وافكاره النیرة التی كان یطرحها على الناس عبر مقالاته النفیسة والهادفة، والدور الذی  لعبه على مستوى الامة، من خلق تیار من الوعی  الحضاری، وانتاج طیف واسع من الذین استوعبوا هموم الرسالة، وقدموا للامة صورة ناصعة عن الاسلام، وبذلك تمكن من تثبیت أركان الوعی الجماهیری، وتمهید الطریق  للاجیال القادمة،  من اجل مواصلة درب الاصلاح والتجدید الذی ابتدأه السید الحسینی، واستمر الى الامام الخمینی العظیم،  وخلفه الصالح آیة الله السید  الخامنئی قائد الثورة ومرشدها الاول.. ارتأینا أن نجمع كل  مقالات السید جمال الدین ـ ولو بتحریر تلمیذه الشیخ عبده ـ العربیة منها والفارسیة، وتبویبها فی فصول موضوعیة، وطبعها فی مجلدین، أحدهما طبع ونشر، وها هو الاخر یلحق باخیه لینضم الیه؛ خدمةً لأهل العلم  والمعرفة، ولطلاب الاصلاح والتجدید فی العالم، ورجالات   التقریب والوحدة بین المسلمین.

إنّ للأجیال اللاحقة حقاً علینا أن نبلغها تراث علمائنا الأحرار، ومفكرینا الذین لم یبخلوا بشیء فی سبیل  نصرة المسلمین على طول  بقاع العالم  الاسلامی، وننور طریقها بافكار الماضین وكذلك المعاصرین، من أجل أن تعی بواقعها، وتعلم أنّ المستقبل سوف یكون مزدهراً لو سارت عل نفس الدرب، درب الاصلاح ومقاومة المستعمرین.

واذ نثمّن جهود جمیع الاخوة الأعزاء الذین ساهموا فی انجاز هذا العمل الكبیر، من طباعته ومقابلته وتنقیحه ونشره، واخراجه بهذه الحلة الجمیلة، عسى أن تنفعنا وایاهم فی الدنیا والآخرة، نشكر  المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیة على حسن تعاونه واستجابته ـ كما هو دیدنه ـ لخدمة الامة وأبنائها المخلصین.

ایران - قم: سید هادی خسروشاهی

5 ربیع الأول 1430هـ

 

مشخصات کتاب

  • جمال الدین الحسینی ، داعیة التقریب والتجدید الاسلامی
  • مجمع جهانی تقریب مذاهب اسلامی
  • شوقي شالباف
  • سیدهادی خسروشاهی
  • فارسی
  • چاپ شده
  • 0025
  • نوبت اول
  • 1431 هـ . ق ـ 2010م