Rated 5.00/5 based on 1 readers reviews
به مطلب امتیاز دهید :
( 0. امتیاز از 0 )

ناشر : مجمع جهانی تقریب مذاهب اسلامی
نویسنده : سیدهادی خسروشاهی
من السذاجة الاعتقاد بأن الفكر الغربی عن الإسلام له جذوره فی العصر الذهبی للتوسع الاستعماری الغربی ، خاصة فی القرن التاسع عشر ، لأن هذا الاعتقاد غافل عن كل فترات التاریخ الغربی الذی لا یزال یعانی من المفاهیم الخاطئة والكراهیة.

فهرس الموضوعات

کلمه المجمع العالمی

المقدمه

الفصل الاول

فی الوحده و التقارب بین العالم العربی و الاسلامی

وحده العالم العربی ـ الاسلامی بین النظریه و الواقع

العوامل الموضوعیه لوحده العالم الاسلامی

أـ العامل الایدیولوجی

۱ـ وحده الشعائر الاسلامیه

۲ـ وحده الشأن الاسلامی

۳ـ الولایه و التناصر بین المسلمین

۴ـ التولی بالحق و التولی بالصبر

۵ـ الامر بالمعروف و النهی عن المنکر

۶ـ التعاون علی البر و التقوی

ب ـ العامل التاریخی و التجربه الرائده

ج ـ عامل الجغرافیه السیاسیه

د ـ الامل البشری

لماذا انهارت وحده العالم الاسلامی؟

الصحوه الاسلامیه المعاصره مقدمه للوحده الشامله

جغرافیه و احصاء

وجوب التعرف علی العالم الاسلامی

اختلاف الحصائیات

۱ـ المسلمون فی الهند

۲ـ المسلمون فی الصین

۳ـ المسلمون فی الاتحاد السوفیتی

۴ـ المسلمون فی أمریکا

۵ـ المسلمون فی انجلترا

۶ـ الاسلام و المسلمون فی القاره السوداء

احصائیات المسلمین فی العالم

الاحصئیه الاولی

أـ الدول الاسلامیه المستقله

ب ـ المناطق الاسلامیه شبه المستقله و المناطق الواقعه غیر المسلمین

ج ـ عدد المسلمین فی الدول غیر الاسلامیه

الاحصائیه الثانیه

۱ـ افریقیا

۲ـ آسیا

۳ـ اروپا

۴ـ امریکا الشمالیه و الجنوبیه و استرالیا

عدد الشیعه فی العالم

خطوات لاعاده مجد الأمه الاسلامیه

الاسلام و القومیه العربیه

أولا: القومیه العربیه و الاسلام

ثانیا: الوحده العربیه و الوحده الاسلامیه

ثالثا: القومیه الایرانیه و الاسلام

رابعا: الثوره الاسلامیه فی ایران

ایران و قضیه التعاون و التواصل الاسلامی

الخلیج الفارسی و اذاعه بی. بی. سی

التعاون العربی ـ الایرانی دعم للاسلام

التواصل الاسلامی ضروره ملحه

القضیه الفلسطینیه فی العلاقات الایرانیه العربیه

اولا: القضیه الفلسطینیه

ثانیا: اهتمام الایرانیین بالقضیه الفلسطینیه قبل انتصار الثوره

ثالثا: اهتمام الثوره و قادتها بالقضیه الفلسطینیه

رابعا: التراجع الفلسطینی الرسمی شیئا فشیئا

خامسا: الموقف من کامب دیفید

سادسا: تقویم للواقع و نظره الی المستقبل

التعاون العربی الایرانی فی المجال الاسلامی

(أ) الدائره الحضاریه

منظمه الموتمر الاسلامی

(ب) الدائره الدینیه و المذهبیه

۱ـ دار التقریب بین المذاهب اسلاامیه

۲ـ المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الاسلامیه

(ج) الدائره العالمیه

۱ـ موتمرا القاهره للسکان و بکین للمرأه

۲ـ القضیه الفلسطینیه

ایران و مصر؛ علاقات حضاریه اسلامیه و مستقبلیه

خطوه علی الطریق

خطوه علی الطریق

عقیدتنا و الوحده الاسلامیه

الوعی الوحدوی و التقریبی کیف و لماذا؟

 

الفصل الثانی

الاخوان المسلمون و التقریب

الإاخوان و الشیعه

مقدمه

یوسف ندا یکتب: نحن و الشیعه

یوسف ندا: خلاف الإخوان و الشیعه و الفروع و لیس الأصول

ثقافه الاخوان و المذهب الشیعی

یسف ندا یرد علی غزلان: نحن و الشیعه للمره الثالثه و الأخیره

موقف الشیعه من الصحابه

الشیخ حسن البنا: نظره الی التراث الفکری و الاجتماعی...

میلاد النور

مکانه حسن البنا فیتیارات الفکر الاسلامی المعاصر

أسباب انحطاط و  تخلف العالم الإسلامی

طریقه حسن البنا فی تشکیل الحرکه الإسلامیه

أ‌ ـ مرحله التبلیغ و الدعوه الإسلامیه

ب ـ مرحله عوده الخلافه الإسلامیه

طریقه البنا فی التعامل مع الحکومات الموجوده

طریقه حسن البنا للتغییر و التحول و تصعیده

مکانه المرأه فی الفکر النهضوی السیاسی عند حسن البنا

حرکه تقریب المذاهب الإسلامیه و اهتمامات البنا

القضیه الفلسطینیه فی فکر حسن البنا و عمله

حسن البنا و أبو الأعلی المودودی

أبو الأعلی المودودی و سید قطب

الشهید سید قطب علی طریق الجهاد

من حیاه سید قطب و أفکاره

فی المحکمه

الشیخ التلمسانی: آراء فی الدین و التقریب

الشیعه و السنه و رأی الامام الشهید حسن البنا

الصله بعلماء ایران

تحریر القدس

الثوره الاسلامیه فی ایران

حرب الخلیج و آثارها

حوار صریح مع الشیخ عمر التلمسانی حول التقریب و التشیع

قال المحرر

«فدائیان اسلام» فی سبیل التقریب

لمحه عن الأعمال و الموافق الثوریه الإسلامیه للجماعه

نواب صفوی و الإخوان و التقریب

الخلاف السنی الشیعی

الإفتاء من أخطر الوظائف

 

الفصل الثالث

فی الثقافه و السیاسه

سید جمال الدین الاسد آبادی (الأفغانی)

علاج هذه الصدمه

تجدید الحیاه الاجتماعیه و الثقه بالنفس

فلسفه التأریخ

عمق خبث البریطانیین

عوامل استقلال المسلمین فی محاربه الإستعمار

السید جمال الدین الحسینی الافغانی و موسوعه آثاره الکامله

۱ـ العروه الوثقی

۲ـ رسائل فی الفلسفه و العرفان

۳ـ التعقلیقات علی شرح العقائد العضدیه

۴ـ ضیاء الخافقین

۵ـ مجمل تاریخ ایران و تاریخ الأفغان

۶ـ الرسائل و المقالات

۷ـ مقالات السید بالفارسیه

۸ـ رسائل و وثائق السید السیاسیه التاریخیه

۹ـ الهوامش و المخطوطات الأخری

العلامه هبه الدین الشهرستانی؛ رائد التقریب و الجهاد و الفکر

الاولی: العلامه الشهرستانی و جهوده فی مجال التقریب بین المذاهب الإسلامیه

الثانیه: دوره فی میادین الجهاد و مقارعه المحتلین

الثالثه: آثاره العلمیه و الثقافیه

المفتی محمد نصر فرید واصل؛ کفاح من أجل العلم و الفکر و التقریب

فی ذکری الدکتور کلیم صدیقی؛ رائد الحرکه الاسلامیه التقریبیه فی أروبا

الفصل الرابع

فی الدعوه الاسلامیه و العوده إلی القرآن

و المعارف الإسلامیه

مقدمه

تحیه من ایران لندوه جمعیه الطلبه المسلمین بلندن

آفاق الدعوه الاسلامیه فی القرن الرابع عشر

اطروحه الدعوه فی القرن 15

ملتقی الفکر الاسلامی بالجزائر العوده  إلی القرآن

إشکالیه العلاقه بین الدیمقراطیه و النظام الاسلامی

۱ـ دوله القانون

۲ـ الجمهوریه

۳ـ الفصل بین السلطات

۴ـ الحقوق و الحریات العامه

نماذح تطبیقیه من تجربه المجمهوریه الاسلامیه

المسیح و مریم فی القرآن

أهل البیت علیهم السلام فی مصر

الامام علی علیه السلام و نهج البلاغه

قضیه الجوع و قضیه الولاء

تتمیم نهج البلاغه

شروح نهج البلاغه

حول علم المقاصد الشرعیه و بعض أمثلته التطبیقیه

تعریف العلم

بعض المقاصد الخاصه بالنظام الاقتصادی

واجبات الدوله فی مجال مستوی المعیشه

الأساس الأول: التکافل

الأساس الثانی: التعادل

فهرس الآیات

فهرس الروایات

فهرس الأعلام

 

كلمة المجمع العالمی

بِسْمِ اللّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیمِ «وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللّهِ جَمِیعاً وَلَا تَفَرَّقُواْ وَاذْكُرُواْ نِعْمَةَ اللّهِ عَلَیْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاء فَأَلَّفَ بَیْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَاناً وَكُنتُمْ عَلَىَ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا كَذَلِكَ یُبَیِّنُ اللّهُ لَكُمْ آیَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ»

آل عمران: 103

من السذاجة الاعتقاد بأنّ فكرة الغرب عن الاسلام قد تجذّرت فی العصر الذهبی للتوسع الاستعماری الغربی، أی إبّان القرن التاسع عشر خاصة، ذلك أنّ مثل هذا الاعتقاد یغضّ النظر عن حقب كاملة من تاریخ الغرب الذی بقی یمور بالأفكار الخاطئة والحقد الدفین تجاه هذا الدین وأهله الذین یشغلون موقعاً متمیزاً من هذا العالم، فالغرب منذ استفحاله لم یهدأ باله یوماً من هذا الموضوع الحسّاس الذین تتزاید أهمیته الیوم على نحو خاص، وذلك:

1- لم یعدّ المشرق الاسلامی مجرد أرض الكتاب المقدس فحسب بالنسبة إلى الغربیین، وإنّما صار أیضاً عالماً موازیاً و منافساً له؛ لما یمتلك من أدوات وعوامل نهضة یمكن مقارعة ما جاء به الغرب مع كلّ جبروته وطغیانه.

2- تمتع المشرق الإسلامی بثقل دیموغرافی وجیوسیاسی كبیر كفیل بأن یثیر انعكاسات فاعلة ومؤثرة فی میزان القوى العالمیة، والعلاقات الدولیة المتشعبة بین الغرب والشرق.

وتأسیساً على ذلك فإنّ الاهتمام الغربی بالمشرق الإسلامی لیس جدیداً، بل یمتدّ إلى قرون طویلة، منذ الوعی المبكر بظهور الإسلام والإحساس بخطورته، الذی دفع بنصارى نجران إلى تشكیل وفد رفیع المستوى لمواجهة النبی الاكرم صلى الله علیه و آله ومباهلته! ومن بعد ذلك خشیة الامبراطوریات الغربیة من استفحال أمر هذا الدین وانتشاره السریع ضمن الانتصارات المتلاحقة التی كان یحقّقها المسلمون بصورةمذهلة حتّى بلغوا أوربا ودقّوا أبواب فیینا وباریس.

لذا على المرء أن یرصد تاریخ العلاقة الطویل بین الغرب والعالم الإسلامی والعربی منذ العصر الوسیط وحتّى وقتنا الحاضر الذی شهد تعاملًا متعالیاً ومعتمداً على دوافع الهیمنة على البلدان الإسلامیة وبشكل سافر.

ولأنّ الهدف من هذا الجهد هو إماطة اللثام عن حقائق ومسبّبات ودوافع الإساءة التی یحملها الغرب تجاه الإسلام وأهله منذ الماضی وحتّى الحاضر والمستقبل، فإنّه یجب على كلّ باحث مسلم غیور أن یتتبع بدقة تاریخ تطور الفكر الغربی تجاه الإسلام كدین حیاة ومنظومة سیاسیة واجتماعیة واقتصادیة متكاملة، والعالم الإسلامی كموقع استراتیجی متمیز فی خارطة العالم الوسیعة، ومستعیناً بقراءات المؤرّخین وذوی التجارب من رجال الاصلاح من علماء وفضلاء أمتنا المسلمة، الذین دوّنوا وسجّلوا ملاحظاتهم و مشاهداتهم فی مؤلفات عدیدة، وشاركوا فی مؤتمرات اسلامیة وعربیة، وألقوا محاضرات هادفة فیها، بغضّ النظر عن انتماءاتهم المذهبیة أو القومیة، إذا الغایة هی الوقوف على الحقیقة التی طالما سعى الغرب إلى ذرّ الرماد فی عیوننا لیحجبها عن الرؤیة والنظر.

ولا یحتاج المرء إلى عناء كبیر للتیقّن من صحة ما نقوله، فلو تصفّح أیّ عدد من صحفنا الإسلامیة والعربیة، أو تناول مذیاعه وأدار مؤشّره إلى أیّ محطة عربیة وإسلامیة یجدها الحقیقة ناصعة وجلیة، وتذهله المفاجأة على صعید العلاقات بین الإسلام والغرب.

وهذا الكتاب الماثل بین یدى القارئ العزیز یمثّل جزءاً من كتابات الأستاذ العلّامة والمفكر الاسلامی السیّد هادی خسروشاهی الذی زار بلداناً عربیة وإسلامیة وأوربیة عدیدة، ووقف على مشكلة العلاقات الإسلامیة الغربیة بمدّها وجزرها، ولمدة لیست قصیرة، فكان بحقّ كمراقب مسلم للحوادث الواقعة فی الربع الأخیر من القرن الماضی، وكباحث محلّل یفصل بین الخیوط التی راحت تختلط أو تكاد بفعل أصابع العبث الصهیونیة العالمیة التی لا ترید الخیر للأمة الإسلامیة ولا العربیة، بل تجهد فی تفریق صوتهما، وتشتیت شملهما، وتبدید موقفهما الموحّد تجاه قضایا الساعة، والحیلولة دون تحقیق أدنى مستوى للوحدة ولو بین دولتین عربیتین: سوریا ومصر مثلًا، إذ إنّ قضیة الوحدة تعدّ من الخطوط الحمراء فی قاموسها السیاسی.

وإذ نقدّر جهود الأستاذ المؤلّف على حسن تتبّعه، ونقله للوقائع بما یفید من تعزیز الوحدة بین المسلمین والعرب كخطوة مهمة باتجاه تحقیق الهدف الأسمى الذی هو هدف المجمع العالمی المبارك، نشكر كلّ العاملین من كادرنا وأفرادنا الذین مارسوا خبرتهم فی مجال تنقیح وتصحیح الطباعة ونشر هذا الكتاب بأجمل صوره، وإخراجه إلى النور بأفضل حلّة جدیدة، خدمةً للإسلام وأهله، فجزاهم اللَّه خیراً.

نسأل اللَّه التوفیق والعمل الصالح لما فیه مرضاته، ولمنفعة أمتنا الإسلامیة، ولخیر أجیالنا المتعاقبة من أجل مستقبل زاهر وحرّ وكریم، إنّه سمیع مجیب.

المقدمة

إذا كانت قضیة الوحدة قد شهدت اهتماماً متواصلًا مؤخّراً عقب الصحوة الإسلامیة التی مازلنا نشهد ومیضاً من بریقها حتّى الآن، فإنّ سرّ هذا الاهتمام قد یردّ إلى الحاجة الملحة لمعرفة السبل التی من شأنها أن تعزّز ظاهرة الصحوة العارمة، وتؤمّن الانتصار على عوامل التجزئة والفرقة التی یمدّها الاستكبار الغربی والشرقی معاً، ویروی جذور الطائفیة والمذهبیة المقیتة.

إلّا أنّ هذه القضیة التی تعكس نوعاً من الاستراتجیة المؤثّرة فی طریق التعاطی الغربی مع الثقافة الإسلامیة حاضراً ومستقبلًا، قد تحوّلت إلى «حمى » فی الذهنیة الاستكباریة، وهلع عارم فی مراكز التخطیط والاستعمار، لذا استقبلوا هذه القضیة بقلق كبیر، فصبّوا اهتمامهم الجلی للحیلولة دون وقوعها فی الجانب الإسلامی ولو تطّلب العمل العسكری!!

وبنفس الوقت استقبل العقل الإسلامی بالكثیر من الاهتمام الذی ظهرت آثاره فی الشارع والسوق والمدرسة، وفی الصحف والمجلات الدوریة، بل وفی أثناء الحوارات واللقاءات فی المقاهی أیضاً.

لذا كانت الحاجة ماسة إلى المزید من الدعم إلى هذا الاهتمام، وتكثیف العمل من قبل المصلحین العاملین باتجاه رفع وتیرة اهتمام الجماهیر المسلمة نحو تحقیق الوحدة الإسلامیة على مستویات رفیعة، لكن بصورة أخرى غیر ماتمّ تقدیمه من تحلیل ومناقشة فحسب، والجدل حول المفردة لغةً واصطلاحاً ونقداً ... وما إلى ذلك، نحن بحاجة إلى بحوث من نوع آخر، یقرأ النصوص المتعلّقة بالوحدة والتقریب كواقع لا كخیال، على نحوٍ أقرب ما یكون إلى تجربة حقیقیة تستمدّ أصولها من مصادر الشرع المقدس بصورة صحیحة، كما كان الأمر فی صدر الإسلام، عندما بادر النبی الأعظم إلى إعلان «میثاق» التقریب والإخاء بین القبائل التی كانت إلى عهد غیر بعید متقاتلة، ضمن طرح مبادرة «الإخاء» حینما دخل المدینة، وجعلها عاصمة للدولة الإسلامیة المرتقبة ... إشارة إلى ضرورة هذه القضیة وأهمیتها كاستراتیجیة فعّالة تقتضیها الظروف قبل البدء بأیّ موقف مع الأطراف المعادیة.

إنّ تقدیم هذه الصورة لتعزیز اهتمام المسلمین بقضیة الوحدة والتقریب یعدّ أسلوباً مؤثراً فی تحدید الأسالیب الفكریة والتوعویة الناجحة للتعامل مع التاریخ الإسلامی من جهة، والمستقبل الذی ینتظر أجیالنا المتلاحقة من جهة أخرى .

إضافة إلى أ نّها تمثّل مكوناً أساساً للشخصیة الإسلامیة المعاصرة، وللحركات الإسلامیة أیضاً.

وبطبیعة الحال لا یمكن الإلمام بجمیع الخطوط التی تعكس هذه الصورة بواقعها الإسلامی الصحیح فی كتاب واحد، الأمر الذی یضطرّ الباحث إلى استحضار أبرز المحطات والنصوص على هذا الصعید، والتماس سبل العلاجات الناجعة التی من شأنها تحدید الحاجات الثقافیة والسیاسیة والتربویة و ... لتعزیز وحدة المسلمین كثقافة عامة ورائجة فی الشارع المسلم، خاصة وأنّ الغرب قد وظّف كلّ إمكاناته المادیة والتقنیة لتهمیش كلّ ما هو إسلامی وبأسالیب متعددة:

1. تشویه صورة الإسلام لدى الرأی العام العالمی، وتعبئته عاطفیاً وفكریاً من أجل رفض الإسلام جملةً وتفصیلًا!

2. تكریس فكرة كون الإسلام مجرد دین مبتدع یتضمن الكثیر من الخرافات والأساطیر التی من شأنها تتعارض والتطور الحضاری والتكنولوجی، فلا یقوى على معارضة العقل الغربی القادر على قیادة الشعوب والأمم!

3. توظیف المفاهیم الخاطئة والأفكار المنمطة كأسلوب لإثارة العواطف العدائیة ضد المسلمین، وتصویرهم على أ نّهم أقوام متخلّفة ومقزّزة!!

4. اعتماد سیاسة «فرّق تسد» فی التعاطی مع الملفات الإسلامیة تحدیداً، من خلال طرحه مسألة القومیة والقطریة والحزبیة ... فالطائفیة والمذهبیة، لیسهل التهام البلاد من دون مقاومة.

5. استحضار موارد الاختلاف العقائدی والمذهبی كسلاح فی تذكیة الحروب الطائفیة والمواجهات العرقیة والمذهبیة بین أتباع المذاهب الاسلامیة، الأمر الذی زاد من تراكم التشویهات للاسلام ومفاهیمه المشرقة.

وإذا كانت هذه أهم وأبرز ملامح أسالیب تعامل الغرب مع ملف الأمة الإسلامیة، فإنّ للمرء أن یتخیّل ملامح طرق التعاطی مع الأمم القومیة، والمذاهب المتعددة داخل المجتمع الواحد، خاصة فی ظلّ الجهل وغیاب الوعی والشلل فی التفكیر الذی ما زال یشكّل جزءاً مترسّباً فی الذهنیة الإسلامیة.

ذلك أنّ الغرب یعی تماماً أنّ الوحدة الإسلامیة لا تبدو عملیة مثیرة له فحسب، بل لمّا یمكن أن تسبّب له من متاعب جمة تنعكس على مصالحه الحیویة فی منطقة الشرق الأوسط الثریة بالموارد الطبیعیة، إذ لو تحققت الوحدة ونهض المارد من غفوته فانّما یعنی ذلك نهایته الحتمیة.

ومن هنا یأتی هذا الكتاب كاستجابة لمرحلة خطیرة من تاریخ أمتنا، ولحالة ملحّة فی الشأن الإسلامی الذی ما زالت العواصف تعصف به من كلّ جانب، لتحول دون نهضته.

والحقّ لم یكن یخطر ببالی أن أجمع هذه الدراسات المتفرقة التی تعكس تجربة ثقافیة عمرها نصف قرن من العمل الدؤوب والتنقّل بین البلدان، والوقوف على الواقع عن كثب، لولا شعوری بحاجة جیلنا الشبابی المعاصر إلى هذا النوع من الدراسات الثقافیة القائمة على قراءات مختلفة رصدت جذور المشكلة الإسلامیة عن تمعّن وقرب كبیر.

إلّا أنّ ملاحظتی لهذه الحاجة الثقافیة لأجیالنا الشابة جاءت وكأ نّها ومضة تلقی ببریقها الساطع على جانب عریض من مشكلة الأمة الإسلامیة خلال النصف الثانی من القرن المیلادی المنصرم وما تلاه، لا سیّما وأنّ الأحداث التی جرت إبّان تلك الحقب كانت حبلى بالمفارقات، والمناخ الثقافی ملبّد بالدخان والمفاجآت السیاسیة الیومیة، والظواهر الفكریة والتیارات الغریبة تبرز بكثافة على السطح، وسیاسة الاحتلال وسباق التسلّح فی أوجه، وحمّى الدوران فی فلك إحدى القوتین العظمیین بأعلى وتیرتها ... والحیاة فی جمیع تفصیلاتها أشبه بمجموعة من «التقلیعات» التی ما تكاد تظهر حتّى یختفی!

والخلاصة: الحوادث تترى ، والمناخات ساخنة، والأوضاع متردیة، والأجواء متلبدة، والتمزق والفرقة باعلى درجاتها ... والدین فی غیاب دائم!!

بید أنّ هذه الدراسات التی قمت بها طوال نصف قرن من الجهد والمشقة، سواء على مستوى : محاضرات فى مؤتمرات او مقالات مطبوعة أو حوارات مع شخصیات إسلامیة بارزة أو لقاءات مع بعض الصحف العربیة والإسلامیة إبّان رحلاتی وعملی كسفیر للجمهوریة الإسلامیة فی الفاتیكان ثم فی القاهرة، لاتنقصها المبررات لإقحامها فی دائرة النشر، فانّ ما یهمّنی اكثر هنا هو نشر الوعی الوحدوی والتقریبی، وتجذیره فی الذهنیة الإسلامیة كثقافة یومیة ینهل منها الإنسان المسلم على نحو حرّ من دون خوف أو خشیة أوحیاء، من أجل أن یتمكن من شقّ طریقه بنفسه وسط تلك الأجواء الملوثة.

كما أنّ من أولویات اهتمامی بهذه القضیة، ونشر جوانبها الحیویة هو توضیح المبهمات وكشف الشبهات عند شبابنا المسلم، والتی طالما سعى الغرب إلى تكریسها فی عقول شبابنا، من خلال طرح أسلوب عمل دراساتی ببرز إشراقة الفكر الإسلامی وتمیّزه عن سائر الأفكار الوضعیة، ونصاعة التجارب الإسلامیة وصفائها من خلال بیان حالها، والكشف عن صورها الحقیقیة والواقعیة، لا الصورة التی ینقلها الغرب عبر أبواق دعایاته المغرضة، وإعلامه المرتزق الذی لا یفهم إلّا لغة الربح والخسارة ولو على أساس سحق الحقیقة وقتلها!

ولعلّ تجربة الثورة الإسلامیة فی ایران خیر دلیل على ذلك، حیث سعى الغرب- ومازال یبذل قصارى جهده- إلى تشویه صورتها الناصعة أمام الرأی العام العالمی، وتوجیه أنظار الناس إلى جهات أخرى بعیدة عنها، وهی الثورة التی حطّمت أطغى جبروت غربی زُرع فی المنطقة لحمایة مصالح الغرب والدفاع عنها!

إنّ من واجب المصلحین والمربّین الإسلامیین تصحیح النظرة الخاطئة التی یحملها الجیل المسلم الجدید عن الإسلام كدین وعقیدة ونظام حیاة متكامل، من خلال تقدیم تجربة عملیة له؛ لیدرك ضیق أفقه وخطئه تجاه دینه وشریعته المقدسة، وشحذه بالمعانی والمفاهیم الصحیحة لیصبح حرّاً طلیقاً ناضحاً بالنشاط ونابضاً بالحیاة والعمل، ومؤهلًا للانطلاق والنهضة ضد كلّ ما هو باطل ومزوّر.

ولذا سوف یجد القارئ الكریم لفیفاً من القضایا الساخنة على مائدة هذه الدراسات التی یضمها كتابنا هذا، كقضیة الوحدة العربیة الإسلامیة التی كانت- وما تزال- تشغل أذهان الكثیرین من المثقفین المسلمین العرب، سواء على مستوى حكومی أو شعبی، من خلال طرح بعض المقالات الكاشفة عن حقیقة دور العرب كأمة فی نشر الإسلام الذی نظم قوتهم، وأطلق قدرتهم، ووحّد مسیرتهم، وجعلهم أمة راقیة متحضرة بعد ما كانت تعیث فی الأرض فساداً، وكذا حقیقة الفرس كأمة متمدّنة لكنّها تائهة وضالّة عن صواب الطریق حتّى جاء الفتح الإسلامی لیفتح أمامها فرص النجاة لتحقیق أحلامها وأهدافها فی نشر النور الالهی وحمایته فی كلّ الأوقات.

كما أننا لم نتجاهل ملاحظة الاستقطاب فی مجال موضوعات تدخل فی صمیم قضیة الوحدة والتقارب الإسلامی، نظیر التعرض إلى بعض الشخصیات التی هزّت كیان الأمة، وضخّت فیه من الحیاة بكدّها وعملها، بعدما راحت تدعو إلى التمسّك بالقرآن والوحدة الإسلامیة، ووقفت فی وجه العاصفة بثبات، واستشهدت وهی على هذا الطریق، وكذلك التعرّض إلى أخرى مالت إلى الجانب الآخر، وتبعت الاستكبار الغربی أو الشرقی، وانحدرت معه باتجاه مخالف لمسیرة الأمة وصحوتها المتصاعدة، لتسقط معه فی الحضیض الأبدی.

ولهذا السبب لم نهمل قراءة التاریخ المعاصر، ومتابعة فصوله بتأمل، لنلتقط ما یفیدنا وندع ما یضرنا ویحول دون بلوغ أهداف أمتنا ومصلحتها العامة التی هی فوق كلّ المصالح الضیقة الأخرى .

ثم قضیة فلسطین الأرض والبلد الإسلامی المحتلّ الذی یعدّ من أبرز همومنا المعاصرة، فقد تمّ التعاطی مع ملفه الشائك والكبیر، بما یحمل من أفكار مشوهة وعدائیة مارسها حكام و ملوك وأمراء مهووسون بالخوف من دویلة تدعى «اسرائیل» ومدفوعون برغبة لمقاومة كلّ اندفاع شعبی باتجاهها، وتطلّعات لتحقیق النصر علیها.

واستمرت الحالة حتّى انتصار الثورة الإسلامیة المباركة فی إیران، وإعلان تشكیل الجمهوریة الإسلامیة فیها بقیادة الإمام الخمینی الراحل قدس سره لتضخ العزم والشجاعة فی ضمیر الأمة، وحثّها على المقاومة والتصدّی، إذ النصر من عند اللَّه سبحانه ولیس من العم سام أو الدب الأحمر!!

وهذا الكتاب یستقطب أهمیة إضافیة تجاه قضیة قیام الثورة الإسلامیة ودورهافی تفعیل الوحدة بین المسلمین، فهو یعرض لبعض خطابات الإمام الخمینی كداعیة وقیادة مبلّغة للمسلمین جمیعاً: عربهم وعجمهم، أسودهم وأبیضهم، ضمن أدبیات تدور فی فلك القرآن و السنّة النبویة الشریفة، مع الحرص على أن تحظى بالرصد والتحلیل فی ظلّ المواضیع الإسلامیة المعاصرة الأكثر إلحاحاً من غیرها.

إنّ قراءة خطابات قیادة هذه الثورة المباركة حتّى یومنا الحاضر الواسعة والمتنوعة تلقی الضوء على مدى عنایة حكومة الجمهوریة الإسلامیة بالاسلام وأهله.

إنّ انفجار الثورة الإسلامیة فی ایران فی الربع الأخیر من القرن الماضی- العشرین- یعدّ الحدث الأبرز فی تاریخنا الإسلامی المعاصر، حیث ظهرت تداعیات مؤثرة فی عموم المنطقة برمتها، بل فی العالم أیضاً، عندما تأثر میزان القوى الدولی إلى حدّ بعید، وهو ما تترجمه كل تلك الجهود الغربیة والشرقیة معاً- كما سنعرف فی فصول هذا الكتاب- التی بذلت الجهود الجبارة من أجل تحجیم هذا الانفجار الهائل، وقطع دابره بشتى الوسائل ولو بافتعال الحرب المدمرة لسنوات طوال!

إنّ صمود الثورة الجبار أمام كلّ العراقیل ومحاولة القتل والاغتیال لها إنّما یعزى الى عاملین رئیسین:

الأول: قیادتها الدینیة الحكیمة التی لا تنقل قدماً إلّاوفق الإسلام ومبادئه وتشریعاته المقدسة.

والثانی: وحدة الجماهیر وتكاتفها والتفافها حول قیادتها، فالتفّ العجم والعرب والترك والكرد والبلوش و ... حول محور الإسلام وممثّله الشرعی الإمام الخمینی من دون أن تفرقهم الفوارق الطبیعیة ولا المصطنعة، بقلوب صافیة وخالصة لحبّ الدین وأهله.

كانت انتصارات هذه الجماهیر تمثّل صفعة بوجه الاستكبار الذی ذهل من هذاالمنظر المرعب، فدعا إلى إعادة قراءة الواقع وتدوینه كتاریخ وكشاهد على فشل كلّ جهوده وإمكاناته المادیة والتقنیة المتطورة التی بذلها للحیلولة دون یقظة هذا المارد النائم، وعجز كلّ عملائه عن احتواء الوضع الجدید الذی ینذر بالشرّ لمصالحه فی العالم الإسلامی الثری!

وعلى كلّ حال فقد شهدت الساحة الفكریة والثقافیة والسیاسیة العربیة والإسلامیة نهضة عارمة على ید الإمام الخمینی قدس سره مازالت آثارها جلیة للعیان حتى الآن، ولذا من حقّ جیلنا الجدید أن یقف علیها، ویتابع أصولها، ویفصل بین خطوطها، لیكون على بیّنة من الأمر، ومن واجبنا كآباء ومربّین ومصلحین أن نكشف لهذا الجیل الحقائق والوقائع كما هی، من دون رتوش وإضافات، لتتضح الصورة للجمیع.

إنّ من المهم جداً فی زحمة الخلط والاختلاط الذی تمرّ به أمتنا أن یباشر العقل العربی، خاصةً الشبابی منه، بتشخیص الطرائق فی التعامل مع الوضع الدولی المعاصر الذی تحكمه العسكرتاریة الغربیة والأموال الصهیونیة، بكلّ وضوح، وإبراز موقف موحّد تجاه هذا الوضع، من خلال الاعتقاد بالتلاحم والانسجام والوحدة العربیة الإسلامیة كاستراتیجیة ضروریة تتطلّبها المرحلة الراهنة، لاسیّما وأنّ العالمین: العربی والإسلامی یتعرّضان لأشرس هجمة ثقافیة غربیة فی ظلّ العولمة والعصرنة والحداثة المزعومة، وكامتثال لتعالیم القرآن وسنّة النبی الاكرم صلى الله علیه و آله وأهل بیته الطاهرین علیهم السلام وصحبه المنتجبین.

وإذ أقدّم هذا الكتاب الذی یضمّ مجموعة- أجدها مفیدة لجیلنا المسلم المعاصر- من المقالات التی نشرتها فی فترات مختلفة، وبلدان متعددة، والخطابات والكلمات التی ألقیتها فی محافل إسلامیة متنوعة، شبابیة وغیر شبابیة، ومداخلات نهضت بها ضمن حضوری فی مؤتمرات اسلامیة عربیة سیاسیة انعقدت فی بعض بلدان العالم الاسلامی والخلیج الفارسی، إضافة إلى بعض المقابلات الصحفیة مع عدد من الصحف والمجلات الدوریة فی بعض البلاد العربیة الإسلامیة ... آمل أن تنال رضى الجمیع، وتفید جیلنا المسلم العربی والإسلامی المعاصر وهو یمضی بخطىً ثابتة لتحدید مستقبله وموقعه فی ظلّ الواقع المعاش، وأن ینال هذا الكتاب الحظوة عند كلّ ذی قلم وعلم ودرایة بأوضاع مسلمی العالم الراهن من المصلحین والدعاة والمبلّغین لدین الإسلام الحنیف.

وأخیراً لا یسعنی إلّاتقدیم الشكر الجزیل إلى المجمع العالمی للتقریب بین المذاهب الإسلامیة بكلّ أفراده، الذی یحتضن- من ضمن أهدافه- كلّ مشروع ثقافی وفكری یثری المكتبة العربیة والإسلامیة بمواد علمیة وثقافیة جدیدة، ویسعى إلى تعزیز الوحدة والتآلف بین أبناء هذه الأمة ... وأخصّ بالذكر والتقدیر أخی سماحة آیة اللَّه الشیخ محمّد علی التسخیری الامین العام للمجمع، الذی لایبخل بما عنده من تقدیم المساعدة والإسناد والدعم على كثرة مشاغله، لنشر الفائدة على الجمیع، الذی فسح المجال لنشر هذا الكتاب، وهی دلالة على حسن ظنّه، وطیب خاطره، وطهارة یده، فجزاه اللَّه جزاء المحسنین.

والحمد للَّه أولًا وأخیراً ...

سید هادی خسروشاهی

رئیس مركز البحوث الاسلامیة

لیلة العاشر من شوال عام 1430 ه

قم- ایران

مشخصات کتاب

  • فى سبیل الوحدة و التقریب دراسات تقریبیة، ثقافیة، اجتماعیة، سیاسیة، تاریخیة
  • مجمع جهانی تقریب مذاهب اسلامی
  • سیدهادی خسروشاهی
  • فارسی
  • چاپ شده
  • 978-964-167-177-0
  • چاپ تهران / نوبت اول
  • 1432 ه. ق‏